وظيفة معطلة

الخميس، 19 يوليو 2018

تنسيق الزهور عبر العصور ... Flower arrangement through ages


عالم ساحر مليء بالألوان والروائح العطرة الزكية ... عالم ينقلنا إليه شغف وحب من يقوم به، لحظات وربما لحظة واحدة نعيشها في عالم الزهور السحري.لحظة لا تتكرر فهي واحدة ... وبهجة واحدة ... مشهد واحد يصنعه إنسان واحد ... لا إنسان قادر على صناعة المشهد ذاته والصورة ذاتها، فتلك اللحظة السحرية التي تعبر عن كل أمل وكل حلم لصانعها مزجت بمشاعر وأحاسيس قد لا تتكرر مدى الحياة للشخص ذاته فكيف بمن يحاول تقليدها، كبصمة الإصبع لا تتكرر ... وهذا هو سر جماله وتألقها.


ما نعيشه وما نراه في هذا العالم هو مقتطفات ولمحات بسيطة من تلك التي يراها ويعيشها بكافة تفاصيلها من بذلك كل جهده وطاقته واضعا قلبه في عمله لبناء هذا العالم الآسر الجميل.
لن يفعلها ... لن يكون جميلا ... لن يكون ساحرا ... ما لم يكن قلب صانعه فيه فالسحر الذي نراه ما هو إلا تجسيد عبر الورود الرقيقة لمشاعر وأحاسيس وأحلام صادقة لمن صنعه.


🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

تنسيق الزهور ليس فنا حديثا وليس وليد لحظته
إنه واحد من أقدم الفنون وأعرقها
حيث اهتم الناس منذ القدم بالزهور والعناية بها وكذلك تنسيقها فهي كانت من أساسيات الجمال والتزين وما تزال. يعود تاريخ تنسيق الزهور إلى عصر الفراعنة في مصر حيث أنه أقدم عصر معروف، حيث تم اكتشاف ذلك عبر القطع الفنية والنقوش على الجدران وزينة القبور.
وفن تنسيق الزهور في هذا العصر يعتبر واحدا من الفنون الكلاسيكية لتنسيق الزهور حيث يليه اليوناني والوروماني.
اهتم المصريون القدماء بتنسيق الزهور وخاصة العائلة الحاكمة التي أولت اهتماما كبيرا به، وقد استخدموا الزهور في أعمال التزيين إضافة إلى الفواكه وأوراق الأشجار، وكانت الأعمال ذات الذوق الرفيع والمتسوى المتميز تستخدم في المواكب وحتى في الدفن.
وقد كان الاختيار يتم حسب الدلالة الرمزية لها مع التركيز على الأهمية الدينية
كزهور اللوتس التي وغالبا كانت تستخدم في تنسيقات الزهور فهي من الزهور المقدسة عند إيزيس إلهة القمر. ويعتقد أيضا أن البتلات البيضاء في اللوتس الأبيض ترمز إلى راع إله الشمس.
أيضا كانوا يستخدمون البنفسج والياسمين والنرجس وزنبق مادونا والأكاسيا والخشخاش.
اعتمد التزين غالبا في وضع الزهور في زهريات ، وكانت التقنيتان الفنيتان هما التكرار والتبديل. فكانت تلف زهرة حول حافة الزهرية ويتم تبديل الألوان، الأزرق يليه الأخضر ثم الأزرق مجددًا.
ويساعد هذا في إنجاز مظهر بسيط مع الحفاظ على استخدام الألوان الرئيسية والمشرقة.

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
من مصر إلى اليونان ومن الفراعنة إلى الإغريق الذين لم تخلو مظاهر حياتهم من الزهور فهي شغلت الجزء الأكبر في فنون التزيين ، وغالبا كانت تدمج مع الأعشاب وبعكس الفراعنة فلم يستخدموا الزهريات فهم كانوا بدلا من ذلك يركزون على الأكاليل والجدائل.
ولتنسيق الزهور عند اليونان ثلاث محاور وأشكال رئيسية من الفن الكلاسيكي اليوناني تميزت بها حضارتهم على جميع المستويات وأهمها الطوق أو الإكليل وكان يصنع من أوراق الشجر أو من الزهور الكبيرة والصغيرة.
كانت ترتديها السيدات كزينة للشعر، ويتبادله العشاق تعبيرا عن حبهم، كما تقدم تقدم كجوائز لتكريم الأبطال الرياضيين والشعراء والقادة العسكريين والأبطال المدنيين والجنود والأبطال.
وكان عرفا سائدا ارتداء الجميع للطواق في المهرجانات، لقد كان من المهم جدا ارتداءها لاسيما بالنسبة للشخصيات المهمة.
وكما اللوتس للفراعنة فلليونانين زهورهم وأوراقهم الخاصة بهم والمميزة لهم حيث اشتهروا باستخدام الأوراق والزهور، الأوراق كأوراق البلوط والسنديان والغار والعشقة وورد الغار والبقدونس ،والزهور كالزنابق وزهر العسل والورود بأنواعها ، كما أنهم استخدموا في ثير من الأحيان الأعشاب كإكليل الجبل والريحان والزعتر.


🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
وعندما جاء الرومان على الساحة أخذ الرومانيون السمات الأساسية في تنسيق الأزهار من اليونانين ولم ينسوا إضفاء لمستهم الخاصة والتي جعلت سحر تنسيق الأزهار اليوناني يتخذ شكلا مختلفا.
أبقى الرومان على أكاليل اليونان واستخدموها مع تغيير قليل في الأسلوب فتلك لمستهم التي أضفوها إليه حيث استعملوا زهورا جديدة كالزعفران والدفلى.
واستخدموا أوراق الزيتون في صنع تيجان زينت رؤسهم.
كذلك الأمر بالنسبة لأكاليل الغار التي كانت تقدم للفائزين في المسابقات الرياضية في الألعاب الأولومبية ،وكانت تقدم للفائزين في المسابقات في اللقاءات الشعرية ،فهي كانت رمزا للنصر في روما ،ويتوج بها القائد المنتصر لتشريفه على نصره.
وبالنسبة لليونان فهي زمر للقوة والشرف والاخلاص والمبايعة .
 وكان تقليدا متبعا لديهم وضع الزهور على صناديق الذين قد رحلوا عن هذه الدنيا لتوديعهم.
تضم الزهور المفضلة لديهم الورود والخزامى والعسلة والبنفسج والزنبق. وكان يتم أيضًا اختيار زهور أخرى مثل الأقحوان والعائق والمخملية لجمال شكلها ولونها وتكوينها.

لقد جعلت الثروة والقوة الرومان واليونان إلى المزيد من الرفاهية في استخدام الزهور، فكانت الزهور تلقى على الأرض في المأدبات بحيث تغوص الأقدام فيها، وكانت الورود تتساقط كالأمطار من السقف وكان الرومان يستخدمون الزهور في العديد من الوجبات ونظرًا للعبير الطاغي لهذه الزهور كان وقت الطعام يعرف باسم "ساعة الزهور".
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
الإمبراطورية البيزنطية اتبعت فن اليونان والرومان مع بعض الإضافات الجديدة فتم استخدام المزيد من الأوراق وأنواع جديدة من الزهور ،مما ادى لظهور تصاميم رائعة ساحرة.
تنسيق الزهور في هذه الفترة كان خياليا وإبداعيا، فعندما تنظر إليه يبدو شيبها بما في قصة الأطفال الكلاسيكية أليس في بلاد العجائب.
وبالنسبة للإمبراطورية البيزنطية فما كان يميزها هو التنسيقات مخروطية الشكل، كما استخدموا بدلا من الزهور والأوراق وحسب الفواكه أيضا.
وكانت من أكثر الزهور استخداما وشيوعا البليس والزنبق والقرنفل كما استخدموا السرو والصنوبر.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
وإلى آقصى الشرق حيث مملكة الشمس اليابان
في اليابان وكما هي العادة فهي كوكب آخر مختلف بحد ذاته حيث أصبح تنسيق الزهور فيها فنا قائما بحد ذاته وله مدارس خاصة تدرسه وسمي إيكيبانا ( 生花 ) ويعني الزهور الحية، ويعرف أيضا باسم كادو ( 花道 ) ويعني طريق الزهور.
السفر مع اليابانيين في الجبال الثلجية في اليابان. إيكيبانا تحتضن بساطتها، وذلك باستخدام كمية ضئيلة من الزهور متباعدة بين سيقان وأوراق.
ويستند هيكل الزهور اليابانية إيكيبانا على ثلاثة فروع رئيسية ، والتي يعتقد الكثيرون أنها رمز للسماء والأرض والإنسان. وفي مدارس فكرية أخرى، تعتبر الفروع الثلاثة تمثيلا للشمس والقمر والأرض. وفي كلتا الحالتين الفروع الثلاثة هي دعامات للزهور لذا تكاد تكون بنفس أهمية الترتيب والتنسيق ، وتقدم تقليديا بالفخار.

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
وفي الصين القديمة في عصر مملكة الهان كانت الزهور عنصرا أساسيا في الطب والتعليم الديني.
الزهور شغلت مساحة كبيرة في الثقافة الصينية لكن لم يكن ذلك بتنسيق الزهور وحسب حيث لم يحظى بكثير من الاهتمام ليس بقدر الأعمال اليدوية الأخرى التي جعلت من الزهور موضوعا لها كالرسم والنحت وقد زينت أنواع الأقمشة المستخدمة في كافة المجالات بالزهور. وتوجد الرسوم في الزهريات والبلاط والمطويات والحرير، وكانت منحوتات الزهور تتم على الخشب والبرونز واليشيم والعاج.
وكما في الحضارات السابقة فقد اعتمد التنسيق على رمز الزهرة، فأشجار الخيزران مثلا ترمز إلى طول العمر وكذلك الأمر بالنسبة للدراق والإجاص. ويرمز الزنبق والرمان والسحلب إلى الخصوبة.
وكانت أكثر الزهور تشريفًا من بين جميع الزهور هي عود الصليب. فكانت تعتبر "ملكة الأزهار" وترمز إلى الثروة والحظ السعيد والمكانة المرموقة.





🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
وعندما نتحدث عن الزهور وتنسيقها فنحن بالتأكيد لن نغفل أوروبا التي تشتهر بهذا الفن واهتمامها به وخاصة في الكنائس والأديرة حيث كانت تستخدم الزهور والنباتات في الطعام وفي التزيين. فعندما عاد المشاركون في الحملات الصليبية من الشرق الأوسط جلبوا معهم نباتات جديدة ومثيرة. ومن ثم تمكنت الدول الأوروبية من بدء تجربة التعامل مع النباتات التي لم تكن معروفة لها من قبل.
لكن الأمر ليس كما نتخيله تماما ففي العصور الوسطى تقريبا كان فن تنسيق الزهور لا يمارسه إلا الرهبان في الكنائس ، كما أنه كان محصورا بأشكال محددة كأكاليل أو تنسيقات بسيطة فهو ليس أبدا كباقي الحضارات.
لقد كان من العوامل المهمة في تخطيط الأديرة أن تشتمل على حديقة للأعشاب الطبية التي تمد الأطباء بالمنتجات الدوائية المطلوبة في علاج الأمراض. لكن الاعتماد على قوة الأعشاب دون اللجوء إلى خالقها كان أمرًا غير مقبول بالنسبة للمسيحيين فالله هو من أنبت الأعشاب ومن ثم فإن فائدتها الطبية هي مسألة روحية بالأساس بالإضافة إلى ذلك كان الرهبان والمسيحيون يستخدمون النباتات عمومًا في الشعائر والاحتفالات المقدسة. وكان لتلك النباتات غالبًا ارتباط رمزي معروف جيدًا وتتماشى مع الأسس الروحية ولها تأثير جسدي في الرعاية الصحية.
في فترة العصور الوسطى كان تنسيق الزهور في سبات عميق، لا بل كان كألعاب نارية تصعد إلى السماء وتتنظر انفجارها في لحظة لتبهر الجميع بألوانها ببريقها وجمالها الساحر.
ففي الجزء الأخير من الفترة القوطية بدأت الزهور تتحل مكانة أكبر وأكثر تأثيرا واستخدمت في نواحي عديدة كالرسوم وصور المذابح والمخطوطات.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
في عصر النهضة كانت البداية الحقيقية لفن تنسيق الزهور في أوروبا فهو كان أسلوب عصر النهضة حيث بدأ في إيطاليا وانتشر إلى باقي أنحاء أوروبا.
وفي هذا العصر استخدموا الأساليب اليونانية والرومانية والبيزنطية كأساس لأعمالهم وتنسيقاتهم، وكان التركيز الأكبر على الفن الكلاسيكي الروماني وزادوا عليه.
استمتع الناس تلك الفترة بالزهور فعلقت بأكاليل طويلة من الورود والفواكه والأوراق تتدلى من اللأسقف المقوسة في الكاتدرائية وعلى الجدران كذلك.
في تلك الفترة اشتهرت عدة زهور زهرة الربيع والزنبق وزنبق الوادي والبنفسج والورود كذلك البابونج وأغصان اللبلاب والزيتون.
زينت أكاليل الزهور أسطح السيراميك بزخارف مشرقة بألوان متباينة في نظام ألوان تكاملي ثلاثي فتلك هي موضة العصر. أيضا كانوا يضعون الزهور وينسقونها في حاويات ثقيلة ضخمة. وكانت بتلات الورود والزهور تجمع في سلال أو تلقى على الأرض أو في الشوارع أو يتم نثرها من شرفات المباني. في فترة عصر النهضة كانت الزهور والتنسيقات تبعث شعورا بالراحة والإسترخاء.
في الواقع ما تزال كثير من الكنائس والمباني حتى اليوم تستخدم تنسيقات زهور من عصر النهضة أو تستخدم تلك التصاميم كأساس لتنسيقاتها.
عصر النهضة منح الكثير من التصاميم حتى أن بعضها أصبح كتراث تتناقله الأجيال كأكاليل عيد الميلاد الكلاسيكية والتي أصبحت شعبية بسبب النحات الإيطالي لوكا ديلا روبيا التي صنعها من الزهور والفواكه والمخاريط.

ساعدت النهضة الإيطالية إلى انطلاق الشرارة الأولى لنشر فن تنسيق الزهور في أوروبا، وخلال هذه الفترة انتشرت العديد من التصاميم وتطورت أكثر بمرور الوقت، وفي القرنين الخامس عشر والسادس عشر كانت الزهور شائعة الاستخدام واسعة الانتشار، وقد استخدمت العديد من المواد لصناعة حاوياتها المختلفة مثل الرخام والزجاج الفينيسي الثقيل والبرونز.
الزهور التي قدمت في هذه الفترة أدخلت عصرا جديدا كليا، فقد استخدمت الفواكه الإستوائية، وركزت التنسيقات على التباين والتضاد في الألوان، واستخدمت عدد من الزهور الشعبية كالزنبق الأبيض ( مادونا الليلي - وهو رمز للخصوبة والعفة ) والبانسي ( زهرة الثالوث وهي نوع من أنواع زهور البنفسج ) والقنطريون وإكليل الجبل والسوسن والياسمين والزهور المخملية الفرنسية والنرجس والورد.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
ومن بعد عصر النهضة عصر الباروك أو العصر الباروكي، وحتى هذا العصر لم يكن تنسيق الأزهار فنا قائما بحد ذاته ولهذا كان الرسامون والنحاتون هم من وضعوا أسس وقوانين وأساليب تنسيق الزهور.


وكان الفنان الإيطالي مايكل أنجلو هو أحدهم فهو أضاف إلى تنسيق الزهور الكثير في العصر الباروكي وكانت زخارف الزهور مرتفعة ذات نطاق واسع، وذلك باستخدام الزهور في لوحاته بألوان جامحة جريئة تميل في تنسيقها وترتيبها إلى أن تكون دائرية أو بيضاوية الشكل متناظرة، وقد شملت استخدام الملحقات الأخرى مثل المراوح والطيور والفراشات أيضا لجعل التكوين والتنسيق كاملا. فكانت أعماله مثالية متكاملة.

Vase with flowers, cherries, figs and two butterflies - Michelangelo Caravaggio

وعلى الرغم من حريات التصميم وجمالياته خلال هذه الفترة وفقد وضعت قاعدة تقنية أساسية هامة وهي التصاميم المنحنية وتحديدا المقوسة أو الهلالية ( C ) وتنسيق هوغارث والذي سمي نسبة إلى المصوروالرسام الإنجليزي ويليام هوغارث ( S ).
الكثير من المنسقين والمصممين يفضلون التصاميم المنحنية المقوسة في تصميم الأزهار ورغم كونه يأخذ كمية غير محددة من الأزهار إلا أنه يمنح الزهور مظهر أكثر رشيقة وأناقة، مما يتيح المزيد من الخيارات للمصممين.



🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
سافر مايكل أنجلو في جميع أنحاء أوروبا للعمل والتعليم حيث نقل أفكاره إلى الناس ووجد تقبلا سريعا من الناس ولاسيما في هولندا وبلجيكا وهنا بدأ عصر جديد وهو العصر الفلمنكي أو الفلامون والذي يتعارض فن تنيسيق الزهور فيه بشكل مواز مع التنسيق في العصر الذي يسبقه العصر الباروكي ، فالتنسيقات في هذا العصر اتخذت شكلا آخر زاد حرية الفنان.
في الوحات تستخدم فيها التصاميم المنحنية بشكل يستعبد تصوره، فهم غالبا كانوا يقرنون الزهور ببعضها في التنسيق وهي لن تكون كذلك أبدا في الطبيعة وبهذا الشكل. وكانت السمة الأساسية لهذه الفترة هي تنوع الزهور داخل الباقة.
تصميم الزهور الفلمنكي في اللوحات استخدم فيه العديد من الملحقات أيضا ، فبدا كرفع حدة الرهان بإضافة الطيور الهابطة إلى أعشاشها حيث بيوضها وصغارها. وعلى الرغم من ذلك فالزخارف النباتية الفلمنكية كانت أكثر انتشارا، فهم كانوا أكثر تحكما بعملهم حيث كانوا أكثر حرية فانعكس ذلك على أعمالهم التي حققت نجاحا كبيرا فحماستهم الكبيرة والملتهبة في هذه الفترات كانت تجعل العمل أفضل بمراحل، وهنا استعملوا زهورا مختلفة قليلا مثل السوسن، وزهرة الفاوانيا ( العود )، والقطيفة، والخطمي.

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
فرنسا لم تكن أقل حظا من إيطاليا أو هولندا فهي حظيت بالعصر الباروكي الخاص بها، وحظيت الزهور فيها باهتمام واسع، لكن ليس من قبل الفنانين هذه المرة بل من قبل السياسيين وعلى وجه التحديد السياسين الذي أرادوا جعل المظهر أكثر أنوثة وذلك من خلال ألوان وأحجام الزهور المستخدمة.
وخلاف العصر الباروكي فلم يكن لديهم نقطة محورية في التنسيق ولاسيما تلك المنسقة بطريقة توباري التي اشتهرت باعتمادها على مبدأ التناظر، وكانت تنسيقات الزهور دقيقة تتناسب مع طبيعة المنازل الفرنسية في ذلك الوقت.
وبعد العصر الباروكي الفرنسي جاء عصر الروكوكو والتي تعني حرفيا الصدفة أو المحارةغير المنتظمة، وذلك رمز لجماليات وأساسيات الترتيب والتنسيق في هذا العصر.
وهذا الفن هو من اختراع أنطوانيت بواسون عشيقة لويس الخامس عشر، وكان التنسيق أكثر رسمية ونظامية من سابقه، كما أنه تميز بإضافة الألوان الأنثوية، وكانت التنسيقات في هذه الفترة مصممة لتبدو مفتوحة خفيفة ذات شكل هلالي.

وبعد ذلك جاء عهد الملك لويس السادس عشر، وكانت ماري أنطوانيت تعزز الاتجاه الأنثوي في تنسيق الزهور والتقليل من استخدام الأواني الفخمة وزادت استخدام اللون البنفسجي الخفيف والخزامى ( اللافندر ) و اللون الأبيض. كان هذا قبل الثورة الفرنية التي أعادت إحياء الفترة الكلاسيكية لاحقا.
وبعد الثورة الفرنسية جاء عصر الإمبراطورية وفيها أحييت الفترة الكلاسيكية، وفيها كان التأثير أكبر تحت حكم نابليون بونابرت، وكان تنسيق الزهور يتبع نهجا عسكريا صارما ذكوري التصميم؛ حيث أسقط نابليون التصاميم الأنثوية من فن تنسيق الزهور الفرنسي، فكانت التنسيقات في فترة الإمبراطورية كبيرة في الحجم ثقيلة الوزن، وقد اسخدمت عدة شعارات ورموز كبيرة متوهجة متألقة من رموز الإمبراطورية كحرف ( N ) والذي يرمز إلى نابليون نفسه ومن الرموز أيضا النحلة والأسد ونجم الإمبراطورية، وكانت التصاميم مبنية متخذة من الرموز كأساس لها فهي تشبة الأسود وخلايا النحل، وبعكس التنسيقات المعقدة كانت الزهور نفسها بسيطة للغاية مثلثية الشكل.


🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
ومن فرنسا إلى إنجلترا ومن عصر الإمبلاطورية في عهد نابليون إلى العصر الجورجي عصر الملك جورج الأول ( George Louis ) وابنه جورج الثاني ( George Augustus ).
في النصف الأول من هذا العصر كانت الأساليب في تنسيق الزهور شبيهة بتلك الفرنسية ذات الطابع الرسمي المنظم ولكنها كانت أكثر تأثر بالأساليب الشرقية نظرا للتداول النشط والتجارة بين البلدان.
أما في النصف الثاني وكان عصر الإقطاعيين أيضا فكانت القلاع والحصون منازل للعائلات الحاكمة الأصغر. وكان لهذه المنازل زهور متفتحة تجلب رائحة عطرة للسكان، وهذه كانت وظيفتها فهي حظيت بالإهتمام في هذه الفترة لعطرها لا لجمالها وشكلها وكانت تحشر كميات كبيرة منها في الأواني والزهريات دون أي اهتمام بالتنسيق أو المظهر الخارجي، فكانت توضع في الزهريات دون أي تفكير حتى.
حاويات الزهور في هذه الفترة معظمها كان مربع الشكل مع ثقوب في زواياها.
وانتشر مفهوم واعتقاد لدى الناس بأن الزهور تنقي الهواء من الأمراض فأصبحت تقدم كباقات عطرة غير منظمة من الزهور المتعددة.
وقد استخدمت في إخفاء الروائح غير الجيدة حيث كان من معتقداتهم في ذلك العصر أن الإستحمام ليس جيدا وصحيا بالدرجة الأولى.
وبعد العصور الإنجليزية في التنسيق جاء العصر الفكتوري والذي سمي بذلك نسبة إلى الملكة فيكتوريا، لم يكن تنسيق الزهور في بداية هذه الفترة مختلفا عن العصر الجورجي كثيرا فلم تكن الزهور بذلك التنسيق فكانت في الحاويات متكدسة غير منظمة ولم يكن هناك نمط واضح لها، الكثير من الزهور والكثير من الألوان وضعت معا دون تخطيط وهكذا كان يبدو، وكانت باقات التوسي موسي ما تزال تستخدم للقضاء على الروائح الكريهة فالإستحمام اليومي والنظافة الدائمة كانت حكرا للطبقة العليا في المجتمع الإنجليزي.
لاحقا وفي ذات الفترة تميزت التصاميم بعرض تنسيقات مفصلة كاملة. وقد اهتمت الطبقة العليا في المجتمع بالزهور كثيرا واستخدمتها وسيلة لإظهار ثروتهم والتنافس فيما بينهم وذلك عبر طلبات التنسيق المفرطة والفاخرة المبالغ فيها لتزيين منازلهم.
وكان التنسيق في عصر الملكة فيكتوريا يتخذ أشكالا دائرية وبيضاوية غالبا وتستخدم فيها الكثير من أوراق الشجر، وقد أبقت التنسيقات زهورها مقيدة الإرتفاع قليلا، ودمجت أحيانا مع بعض الفواكه وتمت إضافته لإنه قادم من ذات أرض الزهور فاعتبر عنصرا في التزيين، وفضلت سيدات العصر التناقضات القوية في الألوان والأشكال الرائعة .كما اشهر فيه فن صناعة لوحات الزهور المجففة .
كان العصر الفكتوري أول عصر رسميا وضعت فيه قوانين وقواعد تنظم فن تنسيق الزهور، كان وقتا مميزا لسيدات المجتمع المتزمت المتباهي وبناتهن زراعة وتهيئة التنسيقات والترتيبات أسبوعيا، توسي موسي والباقات والأكاليل أصحبت مهمة في كل مناسبة إجتماعية.
وفيه أشادت الملكة فيكتوريا بلغة الزهور وإعطاء كل واحدة من الزهور معنا خاصا بها، فكان أمرا يثلج الصدر العودة إلى الفترة اليونانية الكلاسيكية، فعنت الهديا من باقات زهور الأقحوان الحب فيما كانت زهور القرنفل الأحمر تعني المشاعر غير المتبادلة.

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
وفي أمريكا كانت ولادة أخرى لتنسيق الزهور، بدأ في عهد المستعمرين الأوائل وبدايته كانت كالبداية في أوروبا في الصور الوسطى حيث كانت الزهور والنباتات تستخدم بشكل عام في التغذية والأغراض الطبية والدوائية، لم يكن لديهم الكثير من وقت الفراغ للتنسيق والتزيين واللعلب حول الزهور، وحتى عندما فعلوا كان الترتيب بسيطا متواضعا، يكمل بكل مثالية منازلهم المتواضعة عند تزيينها، لم يكن مستغربا استخدام الزهور للتزيين بشكل رئيسي في المناطق المستعمرة الجنوبية والوسطى حيث يسمح الطقس، وتم نسخ التصاميم والتنسيقات من العصر الإنجليزي الجورجي وعصر الإمبراطورية الفرنسية.
وبمرور الوقت تطور تنسيق الزهور رغم كونه بطيئا في تطوره، وفي مستعمرة وليامز اشتهر تنسيق الزهور ووضعها في حاويات زهرية الإصبع وفي الطوب،وبدأت التصاميم الإنجليزية بشكل خاص والأوروبية بشكل عام بالظهور بشكل أكثر عمق، ومع أن الأمريكيين يفضلون التنسيقات الجورجية والفرنسية التي كانت متناظرة متقدمة فضل بعضهم الزهور المثلثية والمجموعات المنتشرة في الجزء العلوي من التنسيق وتمتد أحيانا إلى ثلاثة أضعاف الحاوية.
وفي فترة الجمهورية الفدرالية بدأ الأمريكيون بالخروج من قوالبهم وتطوير تصاميم وتنسيقات الزهور الخاصة بهم، وعبر البحار ومن أوروبا وتحديدا الإمبراطورية والفن التقليدي الحديث الذي كان له التأثير الأكبر على التصاميم في أمريكا، كانت الباقات غير ملائمة لعرض سحر الزهور منفردة، نتيجة لذلك عمدوا إلى تقليل عدد الزهور المستخدمة في الحاويات لإبراز سحر الزهور المنفردة، كما أولوا التنسيق والترتيب اهتماما أكبر.
ثم إلى عصر الملكة فيكتوريا وهذه المرة ليس في بريطانيا بل أمريكا حيث كان التأثير البريطاني على الأمريكيين كبيرا في هذا العصر، فالطبقة العليا في هذا العصر الذهبي كانت تحاكي المجتمع الإنجليزي الراقي في اللباس والأخلاقيات والسلوكيات وكذلك تنسيق الزهور الذي امتد إلى الجانب الغربي من المحيط الأطلسي، فاستخدموا الحاويات والأواني المزخرفة المصنوعة من مختلف المواد، وغالبا كانت الزهور تكتظ في الحاويات، وقد استخدموا اللون الأبيض ومزجه مع لون آخر بارد، التصميمات نفسها مالت لتكون غنية بالألوان كالأرجواني الملكي، والأرجواني المائل للإحمرار، والأزرق القاتم، وسميت بالتوزي موزي ( Tuzzy-Muzzy ) وكان لها شعبية خاصة بها، لاسيما في عمق الجنوب الأمريكي.


في الفترة الممتدة من نهاية القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن الواحد والعشرين، حدثت العديد من التطورات في فن تنسيق الزهور وذلك على فترات قصيرة قد لا تتجاوز العشرين عاما، وقد حدثت تغييرات بدت جذرية حيث ابتعدت عن ما هو تقليدي.
وفي المرحلة الأولى والممتدة من السنوات العشر الأخيرة للقرن التاسع عشر إلى العشر الأولى للقرن العشرين استندت التصميمات والتنسيقات على الخطوط المنحنية، في كثير من الأحيان كانت التصاميم مخالفة للطبيعة في شكل النباتات والزهور، كما كانت النقوش على الحاويات المستخدمة غير متناسقة.
ومن عشرينات القرن العشرين وحتى الثلاثينات فترة موسيقى الجاز والتطور الصناعي والفترة الذهبية لفن ديكو والذي اشهر فيها، اتخذ فن تنسيق الزهور طريقا آخر ومتأثر بهذا الفن، والذي كان متأثرا بفنون الفراعنة كذلك الأفارقة وحضارة الأزتك، تميز فن ديكو باستخدام أنماط قوية وخطوط هندسية.
كما لاقى تزيين صدر الفستان بالزهور شعبية كبيرة هذه الفترة وأحيانا كانت تلف كسوار حول اليد وعاد هذا النمط للظهور في الستينيات لاحقا.
 
ومن الخمسينات إلى الستينات بدأت أشكال حرية التعبير بالظهور، الثقافة الأمريكية والمنظر العام تغير وتغيرت معهما ثقافة تنسيق الزهور مجددا لتصبح أكثر حرية وتعبيرا، واستخدمت مواد مختلفة للتصميم، وظهرت الزهور المصنعة وقد صنعت من الورق والحرير، وكانت الزهور الصناعية غالية الثمن حيث بيعت الواحدة منها بنصف شلن، لكن ألوانها الزاهية وبراعة البائع ساعدا على سرقة عيون الزبائن.

A rare colour photograph from the 1950s, shows off the new range of artificial flowers which was offered in every Woolworth store.

فيما بعد وحتى نهاية السبعينيات كانت الباقات المنسقة بطريقة هندسية أمرا شائعا، وبدأت التنسيقات بالجمع بين كم من الزهور والخطوط معا، الأمر الذي قيد أنماط التنسيق وحددها، مما أدى إلى تصلب هذا الفن فأصبح فن الزهور الرقيقة قاسيا، وهذا أدى للبحث في الأنماط والترتيبات في حاويات مركبة، وهذا النمط مأخوذ من التصاميم الشرقية، الأكثر أهمية من تنسيق الزهور في هذا التصميم هو جودة نحت الحاويات، فكان له الأهمية القصوى.



🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
وفي الوقت الحاضر تنسيق الزهور يعتبر شكلا من أشكال الفن، وهو في حالة نمو وتطور دائمين، التنسيقات الحديثة تتماشي مع التنسيقات التقليدية والتي ما تزال أساسية، لقد قطع هذا الفن شوطا طويلا وبجهد الآلاف من الناس عبر العصور وصل إلى ما وصل إليه اليوم، وها نحن اليوم نجد آلاف الزهور ألوان وأنواع متعددة، ومع تطور التنقنيات تم تهجين الزهور والتعديل عليها لإنتاج المزيد من الألوان والأنواع كما تطورت التقنيات المتزايدة، واليوم الزهور التي تتواجد في مواسم محددة أصبحت متوافرة على مدار السنة، والمواد الحديثة مثل رغوة الازهار والأسلاك تعطينا طرق غير محدودة لصناعة تصاميم زهور جميلة يمكن أن تستمر لفترة أطول من أي وقت مضى.

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
وأخيرا بعض التصاميم الغريبة والتي ظهرت تماشيا مع أفكار معينة لصاحبها أو ذوق العامة





🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق