إليزابيث نورس رسامة أمريكية ولدت في مدينة ماونت هيلثي في ولاية أوهايو في عام 1859 م وتحديدا في السادس والعشرين من أكتوبر وتوفيت عام 1938 م في الثامن من الشهر ذاته، تصور لوحاتها جانب الحياة الواقعية، من صورة ومناظر طبيعية، عملت في النحت، كما لقبت بأول امرأة رسامة في أمريكا وكانت نورس أول امرأة أمريكية انتخبت عضوا في المؤسسة الوطنية للفنون الجميلة، واعتمدت أعمالها في المجموعة الدائمة في متحف لوكسمبورغ، وقد وصفت لوحاتها بأنها رائدة في مجال اللوحات الواقعية الإجتماعية.
🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨
ولدت إلزابيث نورس وشقيقتها التوأم في مدينة ماونت هيلثي، في الخامسة عشر من عمرها درست في مدرسة ماك ميكين للتصميم والتي تعرف في عصرنا الحالي باسم أكاديمية سينسيناتي للفنون ، وبالرغم من أنها لم تتلقى تعليمها عند الرسام فرانك دوفينيك -الطالب من مدرسة ميونيخ والمعلم الأكثر شهرة في سينسيناتي- إلا أنها تعلمت التدرجات اللونية الغنية الخاصة به، واستخدمتها تقنية في عملها، بعد التخرج عرض على نورس العمل كمدرسة في مدرسة للفنون، إلا أنها رفضت لكونها تملك أحلام وطموحات أكبر لمستقبلها كفنانة.
في عام 1887،انتقلت إلى باريس مع شقيتها الكبرى لويز لتأسيس حياتها كرسامة محترفة، فقبل ذهابها إلى باريس لم تطور تقنيات رسمها وحسب بل وجدت الموضوع الخاص بها، فرسمت الحياة اليومية للنساء الريفيات حيث كانت الحياة الريفية والاهتمام بها شائعا جدا في ذلك الوقت، رسمت الحياة الريفية اليومية في الغرب الأوسط، كان تركيزها على النساء العاملات والأمهات والأطفال، رسمت صور عديدة لنساء وفتيات من الزنوج، كما رسمت المناظر الطبيعية في البلاد، فوجدت الجمال في أبسط جوانب الحياة اليومية، موضوعات بسيطة جدا استطاعات نورس ضخ الشعور فيها وإيصالها إلى من يشاهد أعمالها، ممي يمنح شعورا خاصا بأهمية الموضوع الذي تعرضه.
وفي باريس درست نورس لمدة ثلاثة أشهر عند غوستاف بولنجر و جول بفيفر في أكادمية جوليان للفنون، ومع قبول لوحتها الأم ( La mere ) عام 1888 في صالون باريس، اعترف بها كرسامة محترفة، وقت تميزت لوحاتها برسم النساء الريفيات والأطفال، وقد رسمت صورتها الشخصية في عام 1892، وكان استخدام هذا النوع من الفنون أكثر شيوعا عند الرجال لعكس القوة والهيمنة، ونادرا ما تنسب هذه اللوحات إلى النساء، لذا ومن خلال هذه اللوحة نرى مجد وإنجاز حياة إليزابيث نورس، كشخصية وضعت لها بصمة في تاريخ الفن بمهاراتها.
لم تكن مسيرة نورس وعملها سهلا فقد واجهت صعوبات عديدة لم تواجه الرسامين الرجال، حيث لم يكن معترفا سوى بقلة من النساء في هذا المجال، فالمسألة في ذلك العصر وحتى في عصرنا ما تزال موجودة.
" كيف تصبحين رسامة فحتى وإن كنت موهوبة ففي النهاية ستذهبين إلى بيت زوجك وتصبحين ربة منزل كغيرك من النساء، قد تتمكنين من العمل كمدرسة لكنك ستفشلين في إنتاج مجموعة كبيرة من الأعمال"
وللحصول على المكانة المهنية يجب أن يكون معترفا بها من قبل جميع رجال لجان التحكيم في الصالونات والمعارض الدولية، وإلى أن تحول نظرة نقاد الفن - والذين يعتبر أغلبهم من الرجال - نحوها إلى نظرة إيجابية متفائلة، فهي وإن كانت امرأة إلا أنها تملك الموهبة، وكسيدة فيكتورية لا يمكنها تسيير حياتها من خلال تكوين صداقات والإنخراط في هذه المجموعات، في حين أن الفنان الرجل كان يستطيع ذلك عبر اللقاءات في المقاهي والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الحياة الباريسية اليومية. ومع وجود كل هذه العقبات فهي لم تستلم ولم تتخلى عن طموحها، لاسيما بوجود الدعم الكامل لها ولطموحها من قبل أسرتها، وبخاصة أختها الكبرى لويز، كما أنها كونت شبكة واسعة من الصداقات مع النساء اللواتي أعجبن بأعمالها واشترينها كما قمن بالدعاية لها حتى حققت الشهرة في المجتمع وتم الإعتراف بها كفنانة محترفة.
في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين اكتسبت نورس شهرة كبيرة كرسامة في صالون باريس، وذلك عندما كانت المدينة رائدة في مجال الفن، قلبا للفن العالمي، أشاد الجميع بنورس، زملاؤها الفنانين و الشعب، وليس يعود الفضل في ذلك إلى مهاراتها في الرسم وحسب فرؤيتها الشخصية كانت فريدة من نوعها حيث جلبت حلولا لشتى المواضيع.
كانت نورس أول امرأة أمريكية تنتخب لتكون عضوا في المؤسسة الوطنية للفنون الجميلة، وفازت بالعديد من الجوائز في المعارض الدولية آنذاك. في شيكاغو وناشفيل وباريس وسان لويس وسان فرانسيسكو، ودعيت باستمرار للدخول إلى المعارض السنوية التي تم فيها الحكم على الأعمال الجديدة ونقدها، والتي كانت سمة بارزة من سمات الفن الأمريكي، فدعيت إلى مسرح أكاديمية بينسيلفانيا للفنون الجميلة، ومعهد كارنجي في معهد الفن في شيكاغو، ومتحف الفن في سينسيناتي، ومعرض كورو كوران للفنون.
وكان لها شرف اعتماد إحدى لوحاتها في متحف لوكسمبروغ بعد أن اشترت الحكومة الفرنسية لوحتها نوافذ مغلقة ( Les volets clos ) لمجموعة الفن الدائم المعاصر وقد تم تعليقها في المتحف إلى جانب أعمال فنانين مشهورين، جيمس أبوت ماكنيل ويسلر، وينسلو هومر، جون سينغر سارجنت.
أقامت نورس في باريس بشكل دائم، إلا أن هذا لم يمنعها من السفر إلى معظم دول أوروبا كروسيا وإيطاليا والنمسا وهولندا وإسبانيا كما سافرت إلى شمال إفريقيا.
وقد دعت نورس شمال افريقيا بأرض الشمس والزهور والمحبة العربية، وكان هذا خلال زيارتها في فصل الشتاء خلال العامين 1897 و 1898. حيث قضت ثلاثة أشهر في تونس والجزائر المجاورة لها وقد أبدت إعجابها بالأزياء الملونة الزاهية للمواطنين.
المصادر :
http://americanart.si.edu/
http://www.nbmaa.org/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق