جيوفاني بولديني ( 1842 - 1931 ) رسام إيطالي من مدينة فيرارا الإيطالية التابعة لإقليم إميليا رومانيا وهو ابن رسام المواضيع الدينية أنطونيو بولديني، ورغم كونه إيطاليا فقد اشتهر بكونه منتميا إلى المدرسة الباريسية، وعرف برسمه للمواضيع العامة والصور الشخصية، وتميزت لوحاته بألوانها البسيطة المرحة ولمسات الأناقة فيها.
🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨
تمتع جيوفاني بولديني بحياة فنية طويلة وناجحة، ولد في مدينة فيرارا في 31\12\1842م، وقد كان الثامن من بين ثلاثة عشر طفلا، في مرحلة مبكرة من طفولته تعلم فنون عصر النهضة الإيطالية من والده الفنان أنطونيو بولديني، كما تعلم ودرس عند فنانين آخرين، وفي سن صغيرة اشتهر برسمه اللوحات الشخصية مما أكسبه سمعة جيدة كرسام بارع، لاحقا وفي سن العشرين عام 1862م سافر إلى فلورنسا ودرس فيها لثلاث سنوات، خلالها عقد صداقة مع الناقد الفني والمفكر دييغو مارتيلي الذي كان مؤيدا لمن يدافعون عن الأفكار الإنطباعية الفرنسية في إيطاليا.
بولديني جمع بين العمل والدراسة لسنوات عديدة، تمرن على الرسم خلال رحلاته إلى فرنسا وإنجلترا وهولندا وألمانيا، انتقل إلى باريس وأقام فيها إلا أن ذلك لم يمنعه من السفر وإكمال رحلاته لأجل التعلم، وفي عمر الثلاثين استقر فيها بعد أن استطاع ابتكار أسلوب مختلف ومميز خاص به، وقد اتبع في معظم أعماله أسلوب المدرسة الباريسية في الرسم بطريقة الخاصة بالطبع، مما زاد في شهرة لوحاته، وابتداءا من 1874م عرض الكثير من لوحاته في الصالونات السنوية، وسرعان مع علت ومكانته وارتفع شأنه إلى مكانة بارزة في الأوساط الباريسية، وحقق شهرة كبيرة في باريس تساوي شهرة سارجنت في لندن، ورغم كونه يقيم في باريس كانت شهرته واسعه النطاق في إنجلترا ولاسيما في لندن، وحصل على عقد حصري مع التاجر أدولف غوبييل أحد أشهر تجار التحف الفنية، حيث رسم لوحات لأشخاص بألوان زاهية بأزياء كانت دارجة وقتها مثل ( Young Woman Writing ) التي كانت رائجة بالنسبة لزبائنه الباريسيين.
وبتكليف من جوزيبي فيريدي أكثر شخصية مشهورة في عصره ساعد بولديني بشكل كبير في رسم لوحة شخصية له في عام 1886م، وفي وقت لاحق منحه فيريدي مدخلا إلى عالم الأوبرا، مما أدى لحصوله على العديد من العمولات لطلبات الصور الشخصية واللوحات الخاصة للمعجبين بالأوبرا في المسارح والمقاهي في جميع أنحاء أوروبا.
أظهرت لوحاته أسلوبه الخاص والذي تمثل بحركة لينة سريعة وألوان نابضة بالحياة كما كان متطورا من حيث الأسلوب حتى أطلق عليه لقب ( the King of Swish )، الفرشاة على لوحاته سريعة وجريئة، وبراعته في ضربات الفرشاة تمنح اللوحة طابعا حيويا مليئا بالحركة، وصاحب ذلك تأثر الماكياوليين في فلورنسا بأسلوبه وتعلموا منه وعملوا بها بالنقوش ودمجها مع ألوان الباستيل، والألوان المائية.
أغلب لوحاته كانت صورا شخصية لذا كثيرون من يملكون لوحة واحدة على الأقل لأنفسهم أو لأقاربهم من رسمه، ومن خلال النظر إلى لوحاته ترى رسمه للكثير من النساء مصورا فيها أناقة المرأة العصرية، كما رسم المناظر الطبيعية من خلال أسلوب حياته اليومية، وأكثر لوحاته شهرة هي ( La Falconiera ) قرب بيستويا في عام 1870م.
في نهاية حياته تغير أسلوبه في الرسم، وأصبح انطباعيا أكثر وذلك باستخدام الألوان المظلمة بشكل أساسي إضافة إلى الألوان الغنية، ويقال بأن السبب يعود إلى ضعف بصره، تغيرت مواضيعه ولم يعد يعتمد على الرسم الصور الشخصية لتحصيل مصروفه للعيش، ولذلك كان يرسم ما يرغب ومتى يشاء ذلك، ومع هذا فالتغيير الأكبر في حياته لم يكن الرسم بل كان زواجه الذي جاء متأخرا جدا، حيث تزوج الأعزب بولديني بعمر 86 عاما، وقد نشر هذا الخبر في الجريدة تحت عنوان
" في عام 1929م البالغ من العمر 86 عاما تزوج فجأة "
وفي مكتبه حيث تناول وجبه إفطار يوم الزفاف أدلى ببعض الكلامات حيث قال : ليس خطأي أنني بذلك العمر، إنه شيء حدث لي لمرة واحدة.
وفي 11\7\1931م أعلنت وفاته في باريس نتيجة إلتهاب رئوي ودفن في مسقط رأسه في مدينة فيرارا الإيطالية، وبني متحف باسمه يعرض أهم أعماله فيه، كنزهة الصيف وعازفة البيانو وزهور الربيع وبعد الطقوس ولوحة الكونت روبرت دي مونتيسكويو ولوحة دوقة مارلبورو ولوحة الأميرة فون هوهينلوه.
حاليا يمكنك أن ترى لوحاته في المتاحف في أنحاء العالم، ومن بين تلك المتاحف متحف الميتروبوليتان للفنون في نيويورك، ومتحف أورسيه في باريس، ومعرض اللوحات القومي في لندن، ومتحف الفنون الجميلة ليغان أوف أونر ( وسام الشرف ) في سان فرانسيسكو، والمتحف الوطني في أستراليا، وانتشرت لوحاته على المطبوعات والملصقات وبطاقات المعايدة.
Portrait of Guiseppe Verdi
La Falconiera
Young Woman Writing
المطبوعات وبطاقات المعايدة
🎨🎨🎨🎨🎨🎨🎨
المصادر :
http://www.giovanniboldini.org
http://www.jssgallery.org
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق